جند مصرفى أكتوبر ودرس التاريخ.. بقلم/ مجدي بكر أبو عيطا
جند مصرفى أكتوبر ودرس التاريخ
بقلم /مجدي بكر أبو عيطا:
لقد سطر المصريون عبر التاريخ صفحات ناصعة تشهد لهم
بالعراقة والأصالة والقدرة الفائقة على أنهم لديهم أعظم قوة عسكرية قديمة فى
العالم وأنها تحتفظ على مر التاريخ بتوازنها وعقيدتها فى الحفاظ على الأرض وظلت
هكذا محتفظة بتلك المكانة وماحوته صفحات التاريخ بشهادة واضحة جلية خير دليل
ولعل اكتوبر 1973فى العاشر من رمضان كان خير شاهد على
استمرار جند مصر ووضع بصمة جديدة فى التاريخ الحديث أذهلت كل المدارس العسكرية فى
العالم من استبسال الجندى المصري الفائقة وقدرته على المواجهة مهما كانت المخاطر
والتضحية بلا حدود من أجل ما يؤمن به من حفاظ أرض الوطن وكذلك القدرة العظيمة على
التخطيط والتنفيذ وتوحيد الارادة الوطنية لتشارك رجال الجبهة وميدان الحرب فأصوات
المأذن تكبر وتدعو وأجراس الكنائس تدق وجنود مصر يحطمون أعظم خط نارى فى العالم
فيعبرون الماء والنار معا وينقون سماء مصر وأرض سينا من تواجد العدو بسيطرة مذهلة
فائقة تجعلهم يفقدون توازنهم من أول لحظة فى المعركة كل ذلك فى وقت واحد ويحطمون
خط بارليف رغم ما فيه من أحدث التقنيات العالمية فى التصدى والدفاع والمواجهة ولكن
المصريين عبروا وحطموا عدوهم وغيروا استراتيجيات الحرب التى ما زالت تدرس فى أعظم
المدارس العسكرية فى العالم
فقد كان الدرس عظيما ومذهلا رغم اختلاف القوى والقدرات
العسكرية من معدات الحرب وتفاوت قوات الجو وتأمين القناة ببارليف وبقوارب صغيرة
فاقت الغواصات البحرية
وأن العالم كله يؤكد أن مجرد الاقتراب موت وانتحار ولكن
المصريين غيروا ذلك بأن العبور يعنى الحياة عندهم فحدث عندما توحدت الأرادة والعزيمة القتالية والإيمانية
والرغبة فى استرداد الأرض والكرامة فأكدنا إذا أردنا فنستطيع بإيمان ثابت وقيادة
واعية رشيدة وجيش مغوار رابض كالأسود لاتهاب الموت حتى أصبح يوم السادس من أكتوبر
رسالة ودرس نتعلم منه أن الارادة والاصطفاف الشعبي مع الجيش الوطنى المصري
العظيم يقهر المستحيل ويحقق النصر والفخر
ويحفظ الأرض والعرض والكرامة ويجعل العالم
دوما يفكر ألف مرة ومرة أن المصريين قوة لاتقهر وأنمصر كنانة الله فى أرضه وأرض
مقدسة من أرادها بسوء قصمه الله ورد كيده فى نحره وإن تلك المحاولات اليائسة من
الارهاب الحاقد والمتسلل والتى لن تستمر بل ستنصهر وتظل مصر كما هى دوما قاهرة وسيظل جيشها العظيم يقدم بطولاته عبر الزمن
والمكان تنطوى الدنيا وتتغير الحضارات وسيظل لحضارته صامدا وحارسا لها